الزواج من الجن والتعامل معهم في العلاج ( مقبل الوادعي )

**المستشار** الإثنين 03 ديسمبر 2018, 3:35 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

هل يجوز الزواج من الجن أو التعامل معهم في علاج المصروعين ؟

أما الزواج من الجن فاختلف أهل العلم ؛ فمنهم من يقول : لا يحل لقول الله عز وجل : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً "

ومن أهل العلم من أجازه وقال : ليس هناك دليل يمنع وهذا هو الظاهر أن ليس هناك دليل يمنع ، فإنه يجوز للرجل أن يتزوج بجنية ، ويجوز للجني أن يتزوج بإنسية لكن لا يؤذيها وأيضاً يشترط أن يُعرف أنه مسلم ، ويشترط أن يُعرف بأنها مسلمة لا تكون كافرة

والآية " مِنْ أَنْفُسِكُمْ " لا تدل في موضع الإمتنان لا تدل أن ذاك لا يجوز
أنا إن شاء الله وأنتم ما نتزوج بجنيه
لكن الكلام على بيان حكم الله

مداخلة : هل وقع هذا ؟
الشيخ : في زمن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لا أعلم شيئاً وقع ، لكن فيما بعد وقد كان بعض السلف كما في < حياة الحيوان > الدميري يقول : أسأل الله أن ييسر لي بامرأة جنية حتى تسافر معي إذا سافرت وتبقى معي إذا بقيت

فالمعتبر هو الدليل ، وهكذا يجوز أن يستعان به في العلاج الحلال الذي هو علاج لا بأس به ما ليس بمحرم ما يأمره بحرام لا بأس أن يُستعان به إذا عُلم أنه مسلم أو لا يخون في مسألة العلاج كغيرهم ، الأصل أنهم مكلفون بهذا الدين والله سبحانه وتعالى يقول : " وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان "

لكن ينبغي أن يُعلم أن الغالب عليهم أنهم يأتون بأشياء تخل بالعقيدة ، أخبرني شخصٌ يعالج فقال : إن الجن يقولون له : لن يُشفى هذا المريض إلا إذا ذبح في موضع كذا وكذا ، قال : فأقول له : هذا لا يجوز ، قال : هؤلاء أناس ألدَّه ما هو خارج منه إلا بهذا ، فمثل هذا لا يجوز أن يتعالج ولا يجوز أن تركن عليه ، والجني هذا إما أن يكون شيطاناً وإما أن يكون جاهلاً كجهال الأنس

مداخلة : وإذا تزوجت امرأة وأنجبت منه ؟
الشيخ : هو كره الإمام مالك هذا ، يكره أن يقال وهو يقول أيضاً : لا بد من شهود وعقد والله المستعان

مداخلة : المودة لا تحصل بينهما ؟
الشيخ : من أين لنا أنها لا تحصل ؟!