منتدى أبواب النور للرقية الشرعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماشطة بنت فرعون

اذهب الى الأسفل

ماشطة بنت فرعون Empty ماشطة بنت فرعون

مُساهمة  المستشار الإثنين 11 أغسطس 2014, 11:39 pm



بسم الله الرحمن الرحيم


هذه قصة امرأة كانت تعيش في قصر فرعون ، كانت امرأة صالحة تعيش مع زوجها في ظل فرعون وكانت مربية لبنات فرعون ، منَّ الله عليها وعلى زوجها بالايمان فعلم فرعون بإيمان زوجها فقتله فصبرت المرأة واحتسبت وثم لم تزل تخدم وتمشط بنات فرعون ، تنفق على أولادها الخمسة تطعمهم كما تطعم الطير أفراخها

فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً إذ وقع المشط من يديها فقالت بسم الله ، فقالت ابنة فرعون الله أبي ، فصاحت الماشطة بابنة فرعون وقالت كلا بل الله ربي وربك ورب أبيك ، فتعجبت البنت أنه عُبد غير أبيها ثم أخبرت أباها فرعون بذلك فعجب أن يوجد في القصر من يعبد غيره

فدعا بها وقال لها : من ربك ؟ قالت ربي الله ، فغضب عند ذلك فرعون وأمرها بالرجوع عن دينها وحبسها وضربها لكنها ثبتت على الدين

فأمر فرعون بقدر من نحاس ثم مُلئت بالزيت ثم أُحمي حتى غلا وأوقفها أمام القدر فلما رأت العذاب أيقنت إنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى ربها فصبرت على ما أصابها ، فعلم فرعون أن أحب الناس إليها أولادها الخمسة الأيتام الذين تكدح وتطعمهم ، فأحضر أبناءها الخمسة تدور أعينهم لا يدرون إلى أين يساقون فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون فبكت وأقبلت عليهم تقبلهم وتبكي بين أيديهم ثم أخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها وألقمته ثديها

فلما رأى فرعون هذا المنظر أمر بأكبرهم فجره الجنود ثم رفعوه إلى الزيت المغلي والغلام يصيح بأمه ويستغيث ويسترحم الجنود ويتوسل إلى فرعون يحاول الفكاك والهرب ينادي اخوته الصغار ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين وهم يصفعونه ويدفعونه ، وأمه تنظر إليه تودعه ، وما هي إلا لحظات حتى إذا غُيب ذلك الصغير بالزيت والأم تبكي وتنظر إليه واخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة ، حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت نظر إليها فرعون ثم أمرها بالكفر فأبت عليه ذلك

وعندها غضب فرعون وأمر بولدها الثاني فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث فما هي إلا لحظات حتى ألقي في ذلك الزيت وهي تنظر إليه فطفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام أخيه ، والأم ثابتة على دينها موقنة بلقاء ربها

ثم أمر فرعون بالولد الثالث فسحب ثم قرب إلى القدر المغلي ثم حمل وغيب بالزيت وفعل به كما فعل بأخويه والأم ثابتة على دينها

عند ذلك صاح فرعون بالجنود وأمر بالطفل الرابع أن يلقى بالزيت فأقبل الجنود عليه وكان صغيراً قد تعلق بأثواب أمه فلما جذبه الجنود بكى وانطرح على قدمي أمه ودموعه تجري على رجليها وهي تحاول أن تحمله مع أخيه وتحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها فحالوا بينه وبينها وحملوه من يديه الصغيرتين وهو يبكي ويستغيث ويتوسل بكلمات غير مفهومة وهم لا يرحموه ، وما هي إلا لحظات حتى غرق الصغير بالزيت المغلي وغاب الجسد وانقطع الصوت

وشمت أمه رائحة لحمه وعلت عظامه صغيرة بيضاء فوق الزيت يتقلب بها ، ونظرت الأم إلى العظام وقد رحل عنها إلى دار أخرى وهي تبكي ، فطالما ضمته إلى صدرها وأرضعته من ثديها وطالما سهرت لسهره وبكت لبكائه ، كم ليلة بات في حجرها ولعب بشعرها وكم قربت منه ألعابه وألبسته ثيابه

بكت وجاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك فالتفتوا إليها ثم تدافع الجنود عليها وانتزعوا الطفل الخامس الرضيع من يديها وكان قد التقم ثديها ثم انتزع منها . صرخ الصغير وبكت المسكينة ، فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها ، أنطق الله تعالى الصبي في مهده وقال لها

يا أماه اصبري فإنك على الحق

ثم ألقي في الزيت وانقطع صوته عنها وغيب في القدر مع اخوته ، مات وفي فمه بقايا من حليبها وفي يده شعرة من شعراتها وعلى ثوبه قطرات من دموعها

ذهب الأولاد الخمسة وهاهي عظامهم يلوح بها القدر ولحمهم يفور به الزيت ، تنظر المسكينة إلى هذه العظام ، إنها عظام أولادها الذين طالما ملأوا عليها البيت ضحكاً وسروراً ، إنهم فلذات كبدها وعصارة قلبها الذين لما فارقوها كأن قلبها أخرج من صدرها ... طالما ركضوا إليها وارتموا بين يديها وطالما ضمتهم إلى صدرها وألبستهم ثيابهم بيدها ومسحت دموعهم بأصابعها ، ثم هاهم اليوم ينتزعون من بين يديها ويقتلون أمام ناظريها

كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين العذاب بكلمة كفر تسمعها فرعون لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى

ثم لم يبق إلا هي ، أقبل عليها الجنود ثم دفعوها إلى القدر ، فلما حملوها ليلقوها بالزيت نظرت إلى عظام أولادها فتذكرت اجتماعها بهم في الحياة فالتفتت إلى فرعون وقالت : لي إليك حاجة ، فصاح بها وقال ما حاجتك ؟ فقالت أن تجمعوا عظامي وعظام أولادي فتدفنوها في قبر واحد ثم أغمضت عينيها وألقيت في القدر مع أولادها واحترق جسدها وطفت عظامها

فلله درها ما أعظم ثباتها وأكثر ثوابها

ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء شيئاً من نعيمها فحدث أصحابه فقال لهم فيما روي عن البيهقي ( لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة فقلت ما هذه فقيل لي هذه ماشطة بنت فرعون وأولادها )


المستشار
الـمديـر العــام
الـمديـر العــام

رقم العضوية : 2
ذكر عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى