منتدى أبواب النور للرقية الشرعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أول من نصر الاسلام إمرأة

اذهب الى الأسفل

أول من نصر الاسلام إمرأة Empty أول من نصر الاسلام إمرأة

مُساهمة  المستشار الإثنين 15 سبتمبر 2014, 1:33 pm



بسم الله الرحمن الرحيم


لما بدأت بوادر هذا الدين ، ولما حل برسول الله صلى الله عليه وسلم ما حل ونزل به ما لو نزل بالجبال لدكها دكاً ، رجف فؤاد الحبيب صلى الله عليه وسلم وارتعدت فرائصه وخاف مما نزل به وطرأ عليه ، لم يجد أقرب من قلب خديجة ولم يلجأ بعد الله إلا إليها فعاد إليها وهو يقول : زملوني زملوني دثروني دثروني

فوقفت خديجة رضي الله عنها إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم في موقف يعجز عنه آحاد الرجال ، وقفت صامدة ثابتة ، لقد وقفت موقف الثبات حالفة بالله لا يُخزي الله رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولكنها لم تبادره بالسؤال بل زملته حتى ذهب عنه الروع فلما قال عليه الصلاة والسلام لحبيبته وحليلته : أي خديجة ما لي ؟ لقد خشيت على نفسي ، ثم أخبرها بالخبر فانبرت تحلف وتقسم بالله بل وتبشره : كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا . ثم طيبت نفسه وعللت قسمها بل وأتبعته بقسم آخر فقالت : فوالله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر

ثم لم تكتف بذلك بل انطلقت خديجة رضي الله عنها حتى أتت به ورقة بن نوفل وهو ابن عم خديجة ، فقالت له خديجة : أي ابن عم اسمع من ابن أخيك ، فقال ورقة : با ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى ، فقال ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى ، يا ليتني فيها جذعاً أكون حياً حين يخرجك قومك ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أوَ مُخرجي هم ؟ فقال ورقة : نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ، والقصة في الصحيحين

فمن تمام نصرة خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن هدأت روعه وفعلت به ما طلب من التغطية ثم طيبت نفسه بما تعرفه عنه من خصال البر والخير ثم ذهبت به إلى من تعلم منه النصح لها ولزوجها ، ذهبت به إلى رجل صالح هو ورقة بن نوفل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين . رواه الحاكم وصححه

فحق لخديجة بعد ذلك أن لا ينساها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعد موتها بل حفظ لها العهد والود

ولما أكثر النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر خديجة قالت عائشة رضي الله عنها وقد غارت : ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق وقد أبدلك الله عز وجل بها خيراً منها . قال : ما أبدلني الله عز وجل خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء . رواه الامام أحمد

بل ويرتاح عليه الصلاة والسلام ويهتز سروراً لاستئذان أشبه استئذان خديجة ولصوت يشبه صوت خديجة رضي الله عنها ، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال : اللهم هالة ، قالت فغِرتُ فقلت ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيراً منها

قال العيني رحمه الله : قوله "فعرف استئذان خديجة" أي تذكر استئذانها لشبه صوتها بصوت خديجة وقوله "فارتاع لذلك" من الروع أي فزع ، ولكن المراد لازمه وهو التغير ، ويروى "فارتاح" بالحاء المهملة أي اهتز لذلك سروراً . أهـ
قلت : رواية " فارتاح " رواها مسلم

ومن وفائه صلى الله عليه وسلم لها أنه كان يشتري الشاة فيذبحها ثم يبعث بها لصواحب خديجة رضي الله عنها ، قالت عائشة رضي الله عنها : ما غِرت على امرأة ما غِرت على خديجة ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين ولقد أمره ربه عز وجل أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة ، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها . رواه البخاري ومسلم

فبُشرت ببيت في الجنة لأجل ما وقفته من مواقف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولتثبيتها له

فأول نصر لهذا الدين كان على يد إمرأة ، فحق للنساء أن يفخرن بهذا الانجاز

ولو كان النساء كمثل هاذي *** لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب *** ولا التذكير فخر للهلال

كتبه : عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



المستشار
الـمديـر العــام
الـمديـر العــام

رقم العضوية : 2
ذكر عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى