منتدى أبواب النور للرقية الشرعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

{ ولا يفلح السحر حيث أتى }

اذهب الى الأسفل

{ ولا يفلح السحر حيث أتى } Empty { ولا يفلح السحر حيث أتى }

مُساهمة  المستشار الأربعاء 11 فبراير 2015, 10:31 pm



{ ولا يفلح السحر حيث أتى } Images?q=tbn:ANd9GcR_VBPwLmcVUNQmOBVYVVWRgLCCj4nFrnbctMNNqNuH2CByaad6N_YWnq0


هذه عشر فوائد مستنبطة من قوله جل وعلا { وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } طه 69

الأولى : أن الساحر كما أخبر الله تبارك وتعالى لا يفلح أبداً ؛ وينبغي أن نعلم أن الفلاح يعني حيازة الخير في الدنيا والآخرة ، فنفيُه عن الساحر نفيٌ لتحصيل الساحر للخير في دنياه وأخراه ، فهو خائبٌ خاسرٌ في الدنيا والآخرة

الثانية : أن السحر ليس طريقةً واحدة ، وإنما هو طرائق كثيرة ومدارس متنوعة وأنواعه عديدة ، وقد قال الله جل وعلا في هذا السياق { حَيْثُ أَتَى } أي أياً كانت طريقته وأياً كان أسلوبه في السحر وأياً كانت مدرسته ؛ فالسحر أياً كانت طريقته وأسلوبه ونوعه هذا مآله ومصيره أنَّ صاحبه لا يفلح إطلاقًا لا في دنياه ولا في أخراه

الثالثة : أن الساحر إذا كان أمره كما أخبر الله لا يفلح حيث أتى فإنَّ من يأتي إليه يطلب من جهته منفعةً أو صلاحاً أو فائدةً فإنَّه لا يفلح من باب أولى

الرابعة : بطلان النشرة التي هي حل للسحر بسحر مثله ، وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن النشرة فقال : ( هي من عمل الشيطان ) ، فحلُّ السحر بسحر مثله أمرٌ لا يجوز ، فيحرم على المسلم أن يذهب إلى ساحر حتى وإن كان غرضه من الذهاب إليه أن يُحلَّ عنه سحراً أصابه ، فهو داخلٌ تحت عموم قوله تبارك وتعالى { حَيْثُ أَتَى} ، فلا يمكن أن ينال من جهته أي فلاح ولو كان ذلك حلاً للسحر

الخامسة : أنَّ الساحر إذا عُلم أنه لا يفلح - أي لا ينال خيراً لا في الدنيا ولا في الآخرة - فإن من يأتيه حتى وإن كان غرضه حل السحر أيضاً يصيبه ما أصاب الساحر من الخيبة وعدم الفلاح ؛ ولهذا فإنَّ السحرة عندما يأتيهم آتٍ ولو كان مراده حل سحر أصابه لا يعالجونه إلا بتقرب للشياطين ، فربما عالجوا مرضًا يسيراً في الشخص وأوقعوه في بلاء عظيم وهو الكفر بالله ، والوقوع في الشرك بالله ، والتعلق بالشياطين والتقرب لهم ، إلى غير ذلك

السادسة : أن هذه الآية تقوي في قلب المؤمن التوكل على الله والثقة به سبحانه وتعالى ؛ لأن الله عز وجل أخبر أن الساحر لا يفلح ، وقد قال الله سبحانه: { وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} البقرة 102 ، فهذا يقوي في العبد التوكل على الله ، والثقة بالله سبحانه وتعالى ، وعدم التفات القلب إلى السحرة وأعوانهم خوفاً منهم أو نحو ذلك ، بل يكون على ثقة بربه وتوكل على مولاه جل وعلا ، يزداد إيماناً وثقةً بالله وتوكلًا عليه وحده تبارك وتعالى ، إيماناً بأنه لا يمكن أن يضره شيء إلا بإذن الله تبارك وتعالى ؛ فهو إليه وحده يلجأ وعليه وحده يتوكل وبه وحده يستعين

السابعة : أنَّ الفلاح والعلو إنما هو لأهل الإيمان ؛ وقد مر في هذا السياق أن السحرة قالوا { وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى } طه 64 ، فأبى الله جلَّ في علاه أن يكون الفلاح إلا لأهل الإيمان ، ولهذا قال جل وعلا في هذا السياق { وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } بعد أن أمر نبيه ورسوله موسى عليه السلام أن يُلقي تلك العصا الصغيرة في يده في مجابهة ركام السحر الكثير { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } طه 69

الثامنة : أن هذا الحكم الذي ذكره الله جل وعلا في هذه الآية { وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } حكمٌ يتناول كل ساحر في كل زمان ؛ وهذا نعلمه من طريقة القرآن فالسياق كان عن سحرة معيَّنين نازلوا موسى عليه السلام فلم يقل ولا يفلح هؤلاء السحرة ، وإنما قال { وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } فطريقة القرآن إذا كان الحكم لا يختص بالمعيَّن الذي جاء السياق لإبطال ما هو عليه وإنما يتناول كل من كان على صفته يأتي الحكم عاماً كما هو في هذه الآية ، فالساحر هنا كل ساحر في أي زمان أو مكان

التاسعة : أهمية دراسة سيَر الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه ؛ وأنها سير حافلة بالعبر والعظات والدروس البالغات ، وفيها تقوية للإيمان وربط لجأش المؤمن وتقوية لصلته بربه وتوكله عليه ؛ فمن يقرأ هذه القصص ونظائرها وأمثالها في كتاب الله والتي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه يجد فيها العبر والعظات والدروس البالغات ، كما قال الله تبارك وتعالى { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } يوسف 111

العاشرة : في هذه الآية شاهدٌ لقول الله تبارك وتعالى { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} الطلاق 3 ، وقول الله تبارك وتعالى { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } الزمر 36 ، فموسى في ذلك الموقف كان أمامه من عتاولة السحرة ما يقربون من الثلاثين ألف أو أكثر أو أقل كما ذكر ذلك أهل التفسير ، وجميع ما جاءوا به من سحر وجمعوه من كيد ووقوفهم صفاً واحداً ضد موسى عليه السلام كل هذا الركام أبطله الله { مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ } يونس 81 ، أبطله الله وكان مآلهم الخيبة والخسران وعدم الفلاح



المستشار
الـمديـر العــام
الـمديـر العــام

رقم العضوية : 2
ذكر عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى