منتدى أبواب النور للرقية الشرعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

{ لا ينال عهدي الظالمين }

اذهب الى الأسفل

{ لا ينال عهدي الظالمين } Empty { لا ينال عهدي الظالمين }

مُساهمة  المستشار الخميس 28 مايو 2015, 1:00 am



{ لا ينال عهدي الظالمين } Images?q=tbn:ANd9GcQgkp6EHww-MuWWs8cGGQyEkiPg3UYdAYrj3-3RWFwUJfY2bpLmkVdsPyE

جاء في سورة البقرة في سياق الحديث عن إبراهيم عليه السلام وقصة بنائه للبيت الحرام ، قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين } (البقرة:124)

وقد أورد بعض الناس إشكالاً نحوياً في الآية ، وذلك أن قوله تعالى : { لا ينال عهدي الظالمين } جاء فيه الفاعل {الظالمين} منصوباً ، وكان المتبادر أن يقال : (لا ينال عهدي الظالمون ) ! فما هو توجيه الآية الكريمة ؟

هذه الآية قرأها معظم القراء بنصب { الظالمين } بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، وجمع المذكر السالم ينصب بالياء . وقرأ بعض القراء في قراءة غير متواترة بالرفع (الظالمون) بالواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، وجمع المذكر السالم يرفع بالواو ، ويكون {عهدي} على هذه القراءة مفعول به مقدم على الفاعل اهتماماً به

والآية على القراءة الثانية لا إشكال فيها . وهي كذلك على القراءة الأولى ؛ فقوله تعالى : {لا ينال عهدي الظالمين} جملة مؤلفة من فعل وفاعل ومفعول به ؛ أما الفعل فقوله تعالى : {ينال} ، والفعل (نال) كما يقول النحويون يتعدى لمفعول واحد لا غير ، وهو في الآية {الظالمين} ، فتعين أن يكون الفاعل هو (العهد) في قوله سبحانه : {عهدي} ، وهذا الفاعل مرفوع بضمة مقدرة على ياء المتكلم ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم ؛ أما قوله سبحانه : {الظالمين} فهو مفعول به منصوب بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم

وإعراب الآية على هذا النحو هو محل اتفاق بين أهل العلم ، بل إن أهل العلم ذكروا هنا أمراً مهماً ، وهو أن الفعل (نال) يجوز أن يكون فاعله مفعولاً ، ويجوز أن يكون مفعوله فاعلاً ، على التبادل بينهما ؛ فأنت تقول : نال الطالبُ الجائزةَ ، ويجوز لك أن تقول : نالت الجائزةُ الطالبَ ؛ لأن ما نالك فقد نلته أنت

ومعنى الآية على هذه القراءة : لا ينال عهدُ الله بالإمامة ظالماً ، أي : ليس لظالم أن يتولى إمامة المسلمين

ومجيء الآية على هذا التركيب يفيد معنى مهماً ، وهو أن الظالمين ولو اتخذوا الأسباب التي توصلهم إلى نيل العهد ، فإن عهد الله وميثاقه يأبى بنفسه أن يذهب لظالم ، أو يكون له ؛ لأن الأخذ بعهد الله شرف ، وهذا الشرف لا ينال الظالمين

والآية الكريمة وإن كانت واردة بصيغة الإخبار لا بصيغة الأمر ، حيث إنها تخبر أن عهد الله لا يناله ظالم ، إلا أن المقصود بهذا الإخبار الأمر ، هو أمر الله عباده أن لا يولوا أمور الدين والدنيا ظالماً ، والذي يُرجح أن يكون المقصود بالآية الأمر لا الإخبار ، أن أخباره تعالى لا يجوز أن تقع على خلاف ما أخبر سبحانه ، وقد علمنا يقيناً ، أنه قد نال عهده من الإمامة وغيرها كثيراً من الظالمين


المستشار
الـمديـر العــام
الـمديـر العــام

رقم العضوية : 2
ذكر عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى