أيهما أفضل الاستغفار أم الصلاة على النبي ؟
صفحة 1 من اصل 1
أيهما أفضل الاستغفار أم الصلاة على النبي ؟
فقد قرأت عن فضل الاستغفار وفوائده وفضل الصلاة على النبي وفوائدها
إلا إنى أقع الآن فى حيرة فى أيهما أفضل وأداوم
فهل أداوم على الاستغفار أم الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم)
أم أخصص لكل ذكر وقت معين فـأنا أريد ثواب الذكرين معاً فأقع دائما فى حيرة
فأفيدوني أكرمكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعـد:
فإن الأفضل هو الجمع بين الأمرين لما ثبت في النصوص من الحض عليهما ، ولما فيه من امتثال الأوامر كلها . ولو اقتصرت على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يرجى لك أن تنال الخير بذلك فيغفر ذنبك وتنال مرادك
فقد روى الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال : يا أيها الناس اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة .. جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه .. قال أبي : قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك . فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال : ما شئت ، قال: قلت: الربع ؟ قال: ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك ، قلت : النصف ؟ قال : ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك ، قال : قلت : فالثلثين ؟ قال : ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك ، قلت : أجعل لك صلاتي كلها ، قال : إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى : يعني من دعائي فإن الصلاة في اللغة هي الدعاء ، قال تعالى : وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم صل على آل أبي أوفي
وقالت امرأة صل علي يا رسول الله وعلى زوجي ، فقال صلى الله عليه وسلم: صلى الله عليك وعلى زوجك
فيكون مقصود السائل أي يا رسول الله : إن لي دعاء أدعو به استجلب به الخير واستدفع به الشر فكم أجل لك من الدعاء ؟ قال: ما شئت، فلما انتهى إلى قوله : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك
وفي الرواية الأخرى : إذاً يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك . وهذا غاية ما يدعو به الإنسان من جلب الخيرات ودفع المضرات ، فإن الدعاء فيه تحصيل المطلوب واندفاع المرهوب
انتهى
وقال في موضع آخر : فإن هذا له دعاء يدعو به فإذا جعل مكان دعائه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته، فإنه كلما صلى عليه مرة صلى الله عليه عشراً وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة آمين ولك بمثله فدعاؤه للنبي صلى الله عليه وسلم أولى بذلك
انتهى
والله أعلم
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
رد: أيهما أفضل الاستغفار أم الصلاة على النبي ؟
وهذا جزء من الفتوى رقم 161228 ترجح الاستغفار
أما قولك " وأيهما أفضل الاستغفار أم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ " :
فالذي ينبغي للمسلم أن يجمع بينهما ؛ فهما مطلوبان جميعا ، وفي كلٍّ خيرٌ لقائله
وقد ثبتت أحاديث كثيرة ترغِّب بالاستغفار ، وأخرى ترغِّب بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
والأظهر في ترجيح الإكثار منه في كل مجلس ومقام ، هو الاستغفار لسببين :
السبب الأول : أن أحاديث فضائل الاستغفار أكثر
السبب الثاني : أن الأكثر من فعله صلى الله عليه وسلم هو الاستغفار ، وقد ثبت أنه كان يستغفر ربَّه في اليوم الواحد بل وفي المجلس الواحد مائة مرة
ويرى بعض أهل العلم أن " الصلاة على النَّبي صلى الله عليه وسلم " أجمع معنى وأكثر فضلاً من ذِكر الاستغفار ؛ إذ من فضائلها مغفرة الذنوب وكفاية همِّ الدنيا والآخرة ، وفيها الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم
عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي فَقَالَ ( مَا شِئْتَ ) قَالَ : قُلْتُ الرُّبُعَ ؟ قَالَ ( مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) قُلْتُ : النِّصْفَ ؟ قَالَ ( مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) قَالَ : قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ ( مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ ( إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ )
رواه الترمذي ( 2457 ) وحسَّنه ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الترمذي "
وهذا الحديث لو كان صحيحاً ثابتاً لا مطعن فيه لكان مرجِّحاً للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على الاستغفار ، لكن في إسناده مقال
مع ما أشرنا إليه من الذكرين مطلوبين في عموم الأحوال ، وأنه لا تعارض بينهما ، وإن كان قد يقال : إن الإكثار من الاستغفار أرجح
مع ذلك كله فقد يترجح أحدهما على الآخر في بعض الأحوال ، وأحيانا يتعين واحد منهما ، ففي حال الوقوع في ذنب ، أو التوبة منها : يكون المقام مقام استغفار ، ولزومه والإكثار منه في مثل هذه الحال أولى ، ولهذا قال تعالى – في وصف المحسنين – ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/ 135
وفي جلوس التشهد - مثلا - يتعين الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهكذا بعض انتهاء المؤذن من أذانه
والخلاصة في هذه المسألة :
1 - يقدَّم الاستغفار بعد الذنب على الصلاة على النبي صلى الله عليه
2 - إذا كان لا بدَّ لنا من ترجيح فإننا نرجح الاستغفار لسببين ذكرناهما سابقاً ، والسبب الأول له شروطه
3 - مَن يرى صحة حديث أبي بن كعب فتقديمه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على الاستغفار له وجه قوي
4 - لكلا الذِّكرين فضائل متنوعة وكثيرة ، فليحرص المسلم على الجمع بينهما ، وهذا الراجح عندنا ؛ جمعاً بين كل النصوص وتحصيلاً لكل الفضائل
والله أعلم
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
مواضيع مماثلة
» فضائل الصلاة على النبي
» هل تجوز الصلاة على غير النبي ؟
» اختصار كتابة الصلاة على النبي
» الفرق بين النبي والرسول
» دموع في حياة النبي
» هل تجوز الصلاة على غير النبي ؟
» اختصار كتابة الصلاة على النبي
» الفرق بين النبي والرسول
» دموع في حياة النبي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى