الخنساء
صفحة 1 من اصل 1
الخنساء
بسم الله الرحمن الرحيم
هي تماضر بنت عمرو بن الشريد بن الحارث السلمية ولقبت بالخنساء لقِنو في أنفها ( ارتفاع وسط قصبة الأنف وضيق المنخر ) وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أعلم بالشعر منها ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستنشدها ويعجبه شعرها ، وكان أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية وكانا قد قتلا في الجاهلية
عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي وأدركت الاسلام فأسلمت ووفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها بني سليم واشتهرت بإيمانها العظيم بالله وبرسوله وجهادها في سبيل نصرة الحق
شهدت معركة القادسية سنة ست عشرة للهجرة ومعها أولادها الأربعة وقالت لهم في أول الليل : يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد كما إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجّنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل ، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية ، يقول الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } آل عمران 200 ، فإذا أصبحتم غذاً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين ، وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها وجُللت ناراً على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها ( جيشها ) تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة
فخرج بنوها قابلين لنصحها وتقدموا فقاتلوا وهم يرتجزون وأبلوا بلاءً حسناً واستشهدوا جميعاً ، فلما بلغها خبرهم قالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم في سبيله وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته . فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطي لها أرزاق أولادها الأربعة لكل واحد مائتا درهم حتى قبض
إنها الخنساء المؤمنة القوية التي حول الاسلام حياتها وصنع الايمان منها نموذجاً جديراً بأن يحتذى ، فها هي ذي في الجاهلية قالت حين قتل أخوها صخر
ألا يا صخر لا أنساك حتى *** أفارق مهجتي ويشق رمسي
يذكرني طلوع الشمس صخراً *** وأبكيه لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي *** على إخوانهم لقتلت نفسي
وفي الاسلام تضحي بفلذات كبدها في سبيل الله ، ولا عجب في الأمر فهذا هو حال الاسلام دائماً مع معتنقيه ومحبيه ، يحيل حياتهم إلى فضائل ويغرس فيهم الصبر والايمان ويعينهم على التسامي على الشدائد والمحن
وذات مرة دخلت الخنساء على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعليها صدار من شعر ( ثوب يغطى به الصدر ) فقالت لها يا خنساء هذا نهى رسول الله عنه ، فقالت ما علمت ولكن له قصة ، زوجني أبي رجلاً مبذراً فأذهب ماله ، فأتيت إلى صخر فقسم ماله شطرين فأعطاني شطراً خياراً ، ثم فعل زوجي ذلك مرة أخرى فقسم أخي ماله شطرين فأعطاني خيرهما ، فقالت له امرأته أما ترضى أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار ؟ فقال
والله لا أمنحها شرارها *** هي التي أرخص عني عارها
ولو هلكتُ خرقت خمارها *** واتخذت من شعر صدارها
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى