منتدى أبواب النور للرقية الشرعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جعفر الطيار

اذهب الى الأسفل

جعفر الطيار Empty جعفر الطيار

مُساهمة  المستشار الجمعة 03 أكتوبر 2014, 3:30 pm



بسم الله الرحمن الرحيم


هو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه شهيد مؤتة وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم والشقيق الأكبر لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، أسلم مبكراً وأسلمت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عُميس وتحملا نصيبهما من الأذى

كان أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كناه بأبي المساكين ولقبه بذي الجناحين وقال عنه حين قطعت يداه ( إن الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ) [الحاكم]

وكان جعفر يحب المساكين ويطعمهم ويقربهم منه ويحدثهم ويحدثونه ، يقول أبو هريرة : كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب . ويقول عنه أيضاً : ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا وطىء التراب بعد رسول الله أفضل من جعفر بن أبي طالب

ولما خاف الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه اختار لهم الهجرة إلى الحبشة وقال لهم ( لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد ) فخرج جعفر وأصحابه إلى الحبشة ، فلما علمت قريش أرسلت وراءهم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة وكانا لم يسلما بعد ، وأرسلت معهما هدايا عظيمة إلى النجاشي ملك الحبشة أملاً في أن يدفع إليهم جعفر وأصحابه فيرجعون بهم إلى مكة مرة ثانية ليردوهم عن دين الاسلام

وقف رسولا قريش عمرو وعبد الله أمام النجاشي فقالا له : أيها الملك إنه قد ضوى ( جاء ) إلى بلادك غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك ( المسيحية ) بل جاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إلينا

فلما انتهيا من كلامهما توجه النجاشي بوجهه ناحية المسلمين وسألهم : ما هذا الدين الذي فارقتم قومكم واستغنيتم به عن ديننا ؟

فقام جعفر وتحدث إلى الملك باسم الاسلام والمسلمين قائلاً : أيها الملك إنا كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى عبادة الله وحده وخلع ( ترك ) ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم ، فصدقناه وآمنا به فعذبنا قومنا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان ، فلما ظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك

استمع النجاشي إلى كلمات جعفر فامتلأت نفسه روعة بها ثم سأله : هل معك شيء مما أنزل على رسولكم ؟ قال جعفر نعم فقال النجاشي فاقرأه علي ، فقرأ جعفر من سورة مريم فبكى النجاشي ثم توجه إلى عمرو وعبد الله وقال لهما إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ( يقصد أن مصدر القرآن والانجيل واحد ) ، انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما

فأخذ عمرو يفكر في حيلة فذهب في اليوم التالي إلى الملك وقال له أيها الملك إنهم ليقولون في عيسى قولاً عظيماً ، فاضطرب الأساقفة لما سمعوا هذه العبارة وطالبوا بدعوة المسلمين ، فقال النجاشي ماذا تقولون في عيسى ؟ فقال جعفر نقول ما جاءنا به نبينا ( هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) عند ذلك أعلن النجاشي أن هذا هو ما قاله عيسى عن نفسه ، ثم قال للمسلمين اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي ومن سبّكم أو آذاكم فعليه ما يفعل ، ثم رد إلى قريش هداياهم

وعاد جعفر والمسلمون من الحبشة بعد فتح خيبر مباشرة ففرح الرسول صلى الله عليه وسلم فرحاً كبيراً وعانقه وهو يقول ( ما أدري بأيهما أنا أشد فرحاً أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر ) [الحاكم] وبنى له داراً بجوار المسجد ليقيم فيها هو وزوجته أسماء بنت عميس وأولادهما الثلاثة محمد وعبد الله وعوف ، وآخى بينه وبين معاذ بن جبل رضي الله عنهما

وفي العام الثامن من الهجرة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى الشام لقتال الروم وجعل زيد بن حارثة أميراً على الجيش وقال ( عليكم بزيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة ) [أحمد والبخاري]

ودارت معركة رهيبة بين الفريقين عند مؤتة وقتل زيد بن حارثة فأخذ الراية جعفر ومضى يقاتل في شجاعة وإقدام وسط صفوف الروم وهو يردد بصوت عال

يا حبذا الجنة واقترابها
طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها
كافرة بعيدة أنسابها
علي إذ لاقيتها ضرابها

وظل يقاتل حتى قطعت يمينه فحمل الراية بشماله فقطعت هي الأخرى فاحتضن الراية بعضديه حتى استشهد . يقول ابن عمر : كنت مع جعفر في غزوة مؤتة فالتمسناه فوجدناه وبه بضع وتسعون جراحة ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح ، وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم خبر استشهاده فذهب إلى بيت ابن عمه وطلب أطفال جعفر وقبلهم ودعا لأبيهم رضي الله عنه



المستشار
الـمديـر العــام
الـمديـر العــام

رقم العضوية : 2
ذكر عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى