هل النبيذ حلال أم حرام ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل النبيذ حلال أم حرام ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
( من فتاوى مركز الفتوى )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد
فقد بينا هذه المسألة في أكثر من فتوى ، وأن ما أسكر كثيره فقليله حرام ، وذلك لماجاء في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ) وفي رواية ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) وفي رواية ( وما أسكر كثيره فقليله حرام )
ولذلك لا يجوز تناول شيء من المشروبات المخمرة أو المعتقة ولو كان قليلاً لا يسكر فإن ما أسكر قليله فكثيره حرام ، فهذا هو مذهب جمهور أهل العلم قديماً وحديثاً ، وما ذكرت ( الكلام موجه إلى السائل ) عن السادة الأحناف في حكم الأشربة معروف عند أهل العلم قديماً وحديثاً ، قال ابن رشد الحفيد في بداية المجتهد : وأما الأنبذة فإنهم اختلفوا في القليل منها الذي لا يسكر وأجمعوا على أن المسكر منها حرام ، فقال جمهور فقهاء الحجاز وجمهور المحدثين : قليل الأنبذة وكثيرها المسكرة حرام
وقال العراقيون : إبراهيم النخعي من التابعين وسفيان الثوري وابن أبي ليلى وشريك وابن شبرمة وأبو حنيفة وسائر فقهاء الكوفيين وأكثر علماء البصريين : إن المحرم من سائر الأنبذة هو السكر نفسه لا العين . وسبب اختلافهم تعارض الآثار والأقيسة في هذا الباب
وقولهم هذا مرجوح لا يلتفت إليه لما ذكرنا من الأدلة الصحيحة الصريحة كما هو مذهب جمهور أهل العلم بما فيهم بعض الأحناف منهم محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة وهو المفتى به في مذهبهم ، كما جاء في الدر المختار وغيره من كتب الأحناف قال : وحرمها محمد - أي الأشربة المتخذة من العسل والتين ونحوهما - قاله المصنف مطلقاً قليلها وكثيرها وبه يفتى ، ذكره الزيعلي وغيره واختاره شارح الوهبانية وذكر أنه مروي عن الكل
وفي حاشية ابن عابدين على رد المحتار : والقدح الأخير المسكر هو المحرم أي على قول الامام دون ما قبله ، وإن كان المفتى به قول محمد أن ما أسكر كثيره فقليله حرام
وجاء في الموسوعة الفقهية : وأما نبيذ العسل والتين والبر والشعير ونحو ذلك فمباح عند أبي حنيفة وأبي يوسف بشرط ألا يشرب للهوٍ أو طرب ، وخالفهما محمد ورأيه هو المفتى به عند الحنفية
ولذلك فإن ما ذكرت من المشروبات وغيرها مما يحتوي على بعض الكحول أو يسكر كثيرها لا يجوز تناول قليلها ولو لم تسكر
والله أعلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد
فالذي اتفق العلماء على تحريمه إنما هو الخمر المتخذة من عصير العنب ، وأما سائر الأنبذة من غير العنب فقد اختلفوا في القليل الذي لا يسكر منها
قال ابن رشد في بداية المجتهد : أما الخمر فإنهم اتفقوا على تحريم قليلها وكثيرها - أعني التي هي من عصير العنب - وأما الأنبذة فإنهم اختلفوا في القليل منها الذي لا يسكر وأجمعوا على أن المسكر منها حرام ، فقال جمهور فقهاء الحجاز وجمهور المحدثين : قليل الأنبذة وكثيرها المسكرة حرام
وقال العراقيون : إبراهيم النخعي من التابعين وسفيان الثوري وابن أبي ليلى وشريك وابن شبرمة وأبو حنيفة وسائر فقهاء الكوفيين وأكثر علماء البصريين : إن المحرم من سائر الأنبذة هو السكر نفسه لا العين . أ.هـ
وقال ابن قدامة في المغني : المجمع على تحريمه عصير العنب إذا اشتد وقذف زبده وما عداه من الأشربة المسكرة فهو محرم وفيه اختلاف . أ.هـ
وجاء في الموسوعة الفقهية : ذهب الحنفية إلى أن الخمر التي يحرم قليلها وكثيرها ويحد بها ويكفر مستحلها هي المتخذة من عصير العنب خاصة ، أما الأنبذة عندهم فلا يحد شاربها إلا إذا سكر منها . أ.هـ
والامامان وكيع بن الجراح الرؤاسي وسفيان بن سعيد الثوري من جملة العراقيين الذي يرون جواز شرب الأنبذة دون حد الاسكار ، وقد ذكر الذهبي في ترجمة وكيع طرفاً من فضائله ثم قال : ومع هذا فكان ملازماً لشرب نبيذ الكوفة الذي يسكر الاكثار منه فكان متأولاً في شربه ولو تركه تورعاً لكان أولى به فإن من توقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، وقد صح النهي والتحريم للنبيذ المذكور ، وليس هذا موضع هذه الأمور ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك ، فلا قدوة في خطأ العالم ، نعم ، ولا يوبخ بما فعله باجتهاد . أ. هـ
وقال في ترجمة سفيان الثوري : مع جلالة سفيان كان يبيح النبيذ الذي كثيره مسكر . أ. هـ وقال في موضع آخر : كان رأساً في الزهد والتأله والخوف ، رأساً في الحفظ ، رأساً في معرفة الآثار ، رأساً في الفقه ، لا يخاف في الله لومة لائم ، من أئمة الدين ، واغتفر له غير مسألة اجتهد فيها ، وهو على مذهب بلده أيضاً في النبيذ ، ويقال رجع عن ذلك . أ.هـ
والله أعلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد
فيجوز شرب النبيذ قبل غليانه - أي قبل أن يتحول إلى خمر - وذلك بشرطين
الأول : ألا يأتي عليه ثلاثة أيام بلياليهن
الثاني : ألا يجمع فيه بين شيئين مختلفين كتمر وزبيب
ودليل الجواز ما رواه مسلم وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء يوكى أعلاه ، وله عزلاء ، ننبذه غدوةً فيشربه عشاءً وننبذه عشاءً فيشربه غدوةً
ودليل اشتراط ألا يأتي عليه ثلاثة أيام ولياليهن ما رواه مسلم وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقع له الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ثم يأمر به فيسقى أو يهراق
وقال الشعبي : اشربه ثلاثة أيام إلا أن يغلى
وقال الشوكاني : قوله في ثلاث فيه دليل على أن النبيذ بعد الثلاث قد صار مظنة لكونه مسكراً فيتوجه اجتنابه
ودليل اشتراط عدم الجمع بين شيئين مختلفين في النبيذ ما رواه الجماعة إلا الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن ينبذ التمر والزبيب جميعاً ونهى أن ينبذ الرطب والبسر جميعاً
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجمع بين شيئين نبيذاً يبغي أحدهما على صاحبه . رواه النسائي وقال الألباني صحيح الاسناد
قال الخطابي : ذهب إلى تحريم الخليطين وإن لم يكن الشراب منهما مسكراً جماعة عملاً بظاهر الحديث ، وهو قول مالك وأحمد وإسحاق وظاهر مذهب الشافعي
والله أعلم
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
رد: هل النبيذ حلال أم حرام ؟
بارك الله فيكم...
Braha14- عضو مبدع
- رقم العضوية : 38
عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 31/10/2014
رد: هل النبيذ حلال أم حرام ؟
بارك الله فيكم...
Braha14- عضو مبدع
- رقم العضوية : 38
عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 31/10/2014
رد: هل النبيذ حلال أم حرام ؟
شكراً لمرورك
جزاك الله خيراً
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى