الحسد خلق ذميم
صفحة 1 من اصل 1
الحسد خلق ذميم
بسم الله الرحمن الرحيم
المسلم لا يحسد ولا يكون الحسد خلقاً له ولا وصفاً فيه ما دام يحب الخير للجميع ويؤثر على نفسه فيه إذ الحسد منافٍ لذينك الخلقين الكريمين : حب الخير والايثار فيه
والمسلم يبغض خلق الحسد ويمقت عليه لأن الحسد اعتراض على قسمة الله فضله بين خلقه ، قال تعالى { أَم يَحسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ } النساء 54 ، وقال تعالى { أَهُم يَقسِمُونَ رَحمَتَ رَبِّكَ نَحنُ قَسَمنَا بَينَهُم مَعِيشَتَهُم فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَرَفَعنَا بَعضَهُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعضُهُم بَعضَاً سُخرِيَّاً } الزخرف 32
والحسد قسمان : أولهما أن يتمنى المرء زوال النعمة من مال أو علم أو جاه أو سلطان عن غيره لتحصل له ، وثانيهما وهو شرهما أن يتمنى زوال النعمة عن غيره ولو لم تحصل له ولم يظفر بها
وليس من الحسد الاغتباط وهو تمني حصول نعمة مثل غيره من علم أو مال أو صلاح حال بدون تمني زوالها عن غيره لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ) البخاري ، والمراد بالحكمة هنا القرآن الكريم والسنة النبوية
والحسد بقسميه محرم تحريماً قطعياً فلا يحل لأحد أن يحسد أحداً ، قال تعالى { أَم يَحسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ } وقال { حَسَدَاً مِن عِندِ أَنفُسِهِم } البقرة 109 وقال { وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } الفلق ، فذم الله تعالى لهذا الخلق الذميم مقتض تحريمه له ونهيه عنه
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً ، فلا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) متفق عليه ، وقال ( إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو العشب ) أبو داود
والمسلم إن خطر له خاطر الحسد بحكم بشريته وعدم عصمته قاومه بدفعه من نفسه وكراهيته له حتى لا يصير هماً أو عزيمة له فيقول بموجبه أو يعمل فيهلك ، وإن أعجبه شيء قال ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، وبذلك لا يؤثر فيه ويسلم
[ منهاج المسلم / أبو بكر الجزائري ]
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى