حج العرب قبل الاسلام
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حج العرب قبل الاسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن قريشاً كانت تحج إلى البيت الحرام قبل الاسلام ، غير أن صفة حجهم وطوافهم وإفاضتهم وغير ذلك مخالف لما أتى به الاسلام الذي أبطل عدداً من تلك الطقوس والعادات وأبقى على الآخر
وتروي عائشة رضي الله عنها أن المسلمين كرهوا أن يطوفوا بين الصفا والمروة لأن المشركين كانوا يقومون بهذا الفعل ، فأنزل الله تعالى { إِنَّ الصَّفَا وَالـمَروَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ فَمَن حَجَّ البَيتَ أَوِ اعتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيرَاً فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }
كان العرب يقدسون الكعبة باعتبارها البيت الحرام ، وشمل التقديس مكة والمناطق المجاورة لها ، وكان العرب يجيؤون إلى مكة من كل فج في الجزيرة العربية في موسم الحج فتشهد مكة بذلك نشاطاً تجارياً واقتصادياً وثقافياً
وبحسب المؤرخين فإن أول من أدخل عبادة الأصنام إلى مكة عمرو ابن لحي الخزاعي أمير مكة ، وكان العرب في تلك الفترة قد فتر لديهم الوازع الديني وتهاونوا عن العقيدة الحنفية التي دعا إليها إبراهيم وإسماعيل
لقد كانت الكعبة مصدر رزق أهل مكة ، ولما كانت الأوثان هي التي تجعل القبائل العربية تهب إلى مكة اهتم القرشيون بها وأنشأوا أماكن للسقاية في مكة ووفروا الطعام ، ثم أصبح لكل قبيلة أوثانها تزار في المواسم وتقدم إليها القرابين ، وقد اتخذت قريش من المنطقة المجاورة للكعبة المشرفة حرماً مقدساً يمنع فيه القتال ، وأقرت للمقيمين داخل المنطقة الحرام حق المواطنة وسمت المتمتعين بهذا الحق باسم الحمس ( جمع أحمس ) أي أبناء البلد
وقد جعلوا للحمس علامة وهي ألا يعظم الأحمس شيئاً من الحل - أي الأرض التي وراء الحرم - كما يعظم الحرم ، فإذا فعل ذلك استخفت العرب بحرمته ، ولذلك ترك الحمس الوقوف بعرفة لأنه خارج الحرم مع إقرارهم بأنها من مناسك الحج ، فأظهروا بذلك شدة تعصبهم لبقعة من الأرض وترفعوا أن يخرجوا عنها ولو كان في خروجهم إتمام لمشاعر الحج
وقد فرض الحمس على الحجاج العرب ألا يطوفوا بالبيت إلا بثياب الحمس فإن لم يجدوا طافوا عراة وأصبح الطواف مع العري من مشاعر الحج
قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ظهرت حركة إصلاحية أرادت العودة إلى العقيدة الحنفية ونبذ الأوثان ، وقد أطلق على هذه النزعة االتحنف وعلى أصحابها الحنفاء
وقد كافح الحنفاء من أجل القضاء على الوثنية ورذائل الجاهلية ولكن جهودهم لم تنجح في الخلاص من الماضي والقضاء على التقاليد المتوارثة عن الآباء والأجداد ، فلم يكن لهم من القوى المادية ومن السلطة السياسية ما يمكنهم من أن يصارعوا التعاليم والعادات القديمة والطقوس الدينية والشعائر المقدسة التي كانت قد تشابكت مع حياة العرب ، ولا يمكن القضاء عليها إلا بإعادة بناء المجتمع العربي من أساسه ، وهذا ما نجح الاسلام فيما بعد في تحقيقه إذ خلق مجتمعاً إسلامياً نقياً متماسكاً
طقوس الحج في الجاهلية
كان العرب قبل الاسلام يفدون إلى الكعبة لأداء الحج من كافة أرجاء الجزيرة العربية ، وكانت أشهر الحج عندهم حرماً وقد خصصوا للحج ثلاثة أشهر رغم أن موسم الحج لا يستغرق سوى شهر وأيام معدودة
وأول ما كانوا يقومون به هو الطواف بالكعبة سواء في الحج أو العمرة ، ولم يكونوا يجمعون بين الحج والعمرة وكانوا يعدون ذلك من أفجر الفجور ، كما كان الحجر الأسود مقدساً لدى الحجاج
وكان الحجاج يسعون بين الصفا والمروة في الجاهلية ويلبسون المآزر التي يعدها الأحماس فإن لم يجدوا طافوا عراة حتى حرم الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك في السنة التاسعة للهجرة
وكان من علامات التحلل من الاحرام لديهم الحلق والتقصير . وكان الحجاج أيضاً يقفون بعرفة علامة على الانتهاء من أداء طقوسهم ثم يذبحون الهدي ، وكانوا يحترمون الذبائح فلا يمسوها ويتبرعون بها إلى الفقراء ويلطخون جدران الكعبة بدماء الهدي اعتقاداً منهم أن ذلك يقربهم إلى الله
لقد كان الحج لدى العرب قبل ظهور الاسلام مناسبة دينية وثقافية واجتماعية واقتصادية يلتقون فيه للعبادة والمتاجرة والتعارف
من موقع :
GO-Makkah
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن قريشاً كانت تحج إلى البيت الحرام قبل الاسلام ، غير أن صفة حجهم وطوافهم وإفاضتهم وغير ذلك مخالف لما أتى به الاسلام الذي أبطل عدداً من تلك الطقوس والعادات وأبقى على الآخر
وتروي عائشة رضي الله عنها أن المسلمين كرهوا أن يطوفوا بين الصفا والمروة لأن المشركين كانوا يقومون بهذا الفعل ، فأنزل الله تعالى { إِنَّ الصَّفَا وَالـمَروَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ فَمَن حَجَّ البَيتَ أَوِ اعتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيرَاً فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }
كان العرب يقدسون الكعبة باعتبارها البيت الحرام ، وشمل التقديس مكة والمناطق المجاورة لها ، وكان العرب يجيؤون إلى مكة من كل فج في الجزيرة العربية في موسم الحج فتشهد مكة بذلك نشاطاً تجارياً واقتصادياً وثقافياً
وبحسب المؤرخين فإن أول من أدخل عبادة الأصنام إلى مكة عمرو ابن لحي الخزاعي أمير مكة ، وكان العرب في تلك الفترة قد فتر لديهم الوازع الديني وتهاونوا عن العقيدة الحنفية التي دعا إليها إبراهيم وإسماعيل
لقد كانت الكعبة مصدر رزق أهل مكة ، ولما كانت الأوثان هي التي تجعل القبائل العربية تهب إلى مكة اهتم القرشيون بها وأنشأوا أماكن للسقاية في مكة ووفروا الطعام ، ثم أصبح لكل قبيلة أوثانها تزار في المواسم وتقدم إليها القرابين ، وقد اتخذت قريش من المنطقة المجاورة للكعبة المشرفة حرماً مقدساً يمنع فيه القتال ، وأقرت للمقيمين داخل المنطقة الحرام حق المواطنة وسمت المتمتعين بهذا الحق باسم الحمس ( جمع أحمس ) أي أبناء البلد
وقد جعلوا للحمس علامة وهي ألا يعظم الأحمس شيئاً من الحل - أي الأرض التي وراء الحرم - كما يعظم الحرم ، فإذا فعل ذلك استخفت العرب بحرمته ، ولذلك ترك الحمس الوقوف بعرفة لأنه خارج الحرم مع إقرارهم بأنها من مناسك الحج ، فأظهروا بذلك شدة تعصبهم لبقعة من الأرض وترفعوا أن يخرجوا عنها ولو كان في خروجهم إتمام لمشاعر الحج
وقد فرض الحمس على الحجاج العرب ألا يطوفوا بالبيت إلا بثياب الحمس فإن لم يجدوا طافوا عراة وأصبح الطواف مع العري من مشاعر الحج
قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ظهرت حركة إصلاحية أرادت العودة إلى العقيدة الحنفية ونبذ الأوثان ، وقد أطلق على هذه النزعة االتحنف وعلى أصحابها الحنفاء
وقد كافح الحنفاء من أجل القضاء على الوثنية ورذائل الجاهلية ولكن جهودهم لم تنجح في الخلاص من الماضي والقضاء على التقاليد المتوارثة عن الآباء والأجداد ، فلم يكن لهم من القوى المادية ومن السلطة السياسية ما يمكنهم من أن يصارعوا التعاليم والعادات القديمة والطقوس الدينية والشعائر المقدسة التي كانت قد تشابكت مع حياة العرب ، ولا يمكن القضاء عليها إلا بإعادة بناء المجتمع العربي من أساسه ، وهذا ما نجح الاسلام فيما بعد في تحقيقه إذ خلق مجتمعاً إسلامياً نقياً متماسكاً
طقوس الحج في الجاهلية
كان العرب قبل الاسلام يفدون إلى الكعبة لأداء الحج من كافة أرجاء الجزيرة العربية ، وكانت أشهر الحج عندهم حرماً وقد خصصوا للحج ثلاثة أشهر رغم أن موسم الحج لا يستغرق سوى شهر وأيام معدودة
وأول ما كانوا يقومون به هو الطواف بالكعبة سواء في الحج أو العمرة ، ولم يكونوا يجمعون بين الحج والعمرة وكانوا يعدون ذلك من أفجر الفجور ، كما كان الحجر الأسود مقدساً لدى الحجاج
وكان الحجاج يسعون بين الصفا والمروة في الجاهلية ويلبسون المآزر التي يعدها الأحماس فإن لم يجدوا طافوا عراة حتى حرم الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك في السنة التاسعة للهجرة
وكان من علامات التحلل من الاحرام لديهم الحلق والتقصير . وكان الحجاج أيضاً يقفون بعرفة علامة على الانتهاء من أداء طقوسهم ثم يذبحون الهدي ، وكانوا يحترمون الذبائح فلا يمسوها ويتبرعون بها إلى الفقراء ويلطخون جدران الكعبة بدماء الهدي اعتقاداً منهم أن ذلك يقربهم إلى الله
لقد كان الحج لدى العرب قبل ظهور الاسلام مناسبة دينية وثقافية واجتماعية واقتصادية يلتقون فيه للعبادة والمتاجرة والتعارف
من موقع :
GO-Makkah
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
رد: حج العرب قبل الاسلام
بارك الله فيكم...
Braha14- عضو مبدع
- رقم العضوية : 38
عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 31/10/2014
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
مواضيع مماثلة
» الاسلام دين جميع الأنبياء والرسل
» استقبال المولود الجديد في الاسلام
» حكم الزواج في الاسلام
» أول من نصر الاسلام إمرأة
» دعوة القرين الى الاسلام
» استقبال المولود الجديد في الاسلام
» حكم الزواج في الاسلام
» أول من نصر الاسلام إمرأة
» دعوة القرين الى الاسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى