عالم الملائكة
صفحة 1 من اصل 1
عالم الملائكة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الايمان بالملائكة مقترن بالايمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وذلك كما جاء في الآية الكريمة { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالـُمؤمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ } وكما ورد في آية أخرى { وَمَن يَكفُر بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَقَد ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدَاً }
ولم يرد في القرآن الكريم شيء عن حقيقة الملائكة ولكن ذهب أكثر علماء المسلمين إلى أن الملائكة أجسام نورانية لطيفة ، أي من تكوين غير مادي ، قادرة على التشكل بأشكال مختلفة مستدلين على ذلك بأن الرسل كانوا يرونهم كذلك
وروى الامام أحمد ومسلم والبيهقي رضي الله عنهم عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار )
وروى الأئمة أحمد ومسلم وابن ماجة رضي الله عنهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ( بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثوب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الاسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ما استطعت إليه سبيلاً ، قال صدقت ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال فأخبرني عن الايمان ، قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال صدقت ، ثم قال فأخبرني عن الاحسان ، قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ... ثم انطلق فلبث ملياً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر أتدري من السائل ؟ قلت الله ورسوله أعلم ، قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )
والملك إذا حضر مجلساً قد يراه البعض دون البعض الآخر بحسب حال الرائي في الصفاء والاستعداد وغير ذلك
ومعنى الايمان بالملائكة التصديق بوجودهم فالبشر في حالتهم العادية غير مستعدين لرؤية الملائكة أو الجن في صورتهم الحقيقية التي خلقهم الله عليها ، وقد كان سيدنا جبريل عليه السلام يتمثل لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على صورة أحد الصحابة وهو دحية الكلبي كما كان يأتي أحياناً في صورة غيره من الرجال كما تمثل لسيدتنا مريم عليها السلام بشراً سوياً ، ونزلت الملائكة في غزوة بدر على الخيول المسومة وقد أسدلوا ذوائب عمائمهم على مناكبهم
والملائكة أقسام كثيرة فمنهم الملائكة السماويون ومنهم الأرضيون ومنهم الصافون والمسبحون ، كما أن منهم المدبرون الذين يدبرون الأرض من السماء إلى الأرض على ما سبق القضاء وجرى به القلم الالهي
وقد أشار الله تعالى إليهم في آيات كثيرة فقال تعالى { وَإِنَّا لَنَحنُ الصَّافُّونَ } { وَإِنَّا لَنَحنُ الـمُسَبِّحُونَ } وقال كذلك { وَالنَّازِعَاتِ غَرقَاً * وَالنَّاشِطَاتِ نَشطَاً * وَالسَّابِحَاتِ سَبحَاً * فَالسَّابِقَاتِ سَبقَاً * فَالـمُدَبِّرَاتِ أَمرَاً }
وقد روي في الأثر ( إن ملائكة الله تعالى طوائف شتى : منهم الموكلون بتدبير أمور الكائنات ومنهم الموكل بقبض الأرواح وفريق منهم يكتب الحسنات والسيئات وآخر يقوم بتنمية النبات )
وقد غصت بهم صفحات السماء ، ويؤيد ذلك ما رواه الأئمة أحمد والترمذي وابن ماجة من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون .. أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفراش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى )
ولا يعلم أحد إلا الله ما يكلف به الملائكة من أعمال وما يوكل إليهم من أمور ، فمنهم من يحمل العرش ومنهم الكروبيون والمقربون الهائمون في جلال الله المستغرقون في التسبيح والتحميد والتهليل { يُسَبِّحُونَ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ لا يَفتَرُونَ } ومنهم من يقوم بتنفيذ أوامر الله في العباد ، وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله { لا يَعصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ } ومنهم السياحون الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله ملائكة سياحين يبلغونني عن أمتي السلام ) وهم يستغفرون لمن في الأرض ويرجون رحمة الله أن تتغمدهم ويدعون لهم بالوقاية من المعاصي والذنوب والنجاة من الخطايا والآثام ، قال تعالى { وَالـمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمدِ رَبِّهِم وَيَستَغفِرُونَ لِمَن فِي الأَرضِ } ، كما أمرهم الله تعالى بحفظ عباده { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللهِ }
والملائكة جميع أقسامهم عباد مكرمون وهم ليسوا ذكوراً ولا إناثاً ولا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتناسلون ولا يكتب لهم عمل ، لأنهم هم الذين يكتبون أعمال العباد فهم لا يحاسبون ، إذ ليس لهم سيئات يسألون عنها فلقد عصمهم الله تعالى
ولا يعرف عدد الملائكة إلا الله { وَمَا يَعلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُو } ، وهم من الكثرة الهائلة بقدر ما يقومون به من أعمال جليلة وكثيرة لا حصر لها من عبادة وتسبيح وتهليل وتحميد واستغفار وتمجيد ، فضلاً عما يكلفون به من تنفيذ أوامر الخالق جل وعلا في الحفاظ على مخلوقاته ومعاونة الانسان في الأرض ، وتسهيل قضاء الله فيما أبدعه من أكوان ، وتصريف شئون السماء والأرض وفق حكمته وما قضت به مشيئته { وَيَخلُقُ مَا لا تَعلَمُونَ }
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
مواضيع مماثلة
» أسماء الملائكة ووظائفهم
» عالم الجن والشياطين
» الجديد فى عالم السنترالات
» البيوت التي لا تدخلها الملائكة
» حكم من يطلب من الملائكة أن توقظه للصلاة
» عالم الجن والشياطين
» الجديد فى عالم السنترالات
» البيوت التي لا تدخلها الملائكة
» حكم من يطلب من الملائكة أن توقظه للصلاة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى