عذاب قوم لوط
صفحة 1 من اصل 1
عذاب قوم لوط
كيف كان هلاك قوم لوط ؟ وهل فعلا سيدنا جبريل عليه السلام رفع القرى ؟ وهل هذه القصة حقيقية اْم من الإسرائيليات ؟ حيث قرأت أن الهلاك كان بالزلازل ، الحمم البركانية ، وما معنى : وما هي من الظالمين ببعيد ؟ وهل المقصود بالاْمراض الجنسية اْم الحجارة ؟ وهل من شروط تحقيق هذا الوعيد أن يكون هناك اْناس مثلهم في الكفر والفعل والمنكر وقطع الطريق والفاحشه ؟ فزوجة سيدنا لوط كانت كافرة ولم تكن تفعل الفاحشة والنساء كن يفعلن السحاق الذي هو أقل من اللواط وقد أصابهم كلهم نفس العذاب ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
فقد ورد في السنة النبوية في أمر تعذيب قوم لوط أن جبريل ضربهم بجناحه ، فطمس أعينهم وأذهب بصرها ، فقد روى الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين بإسناده عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ وَعَنْ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ أُنَاسٍ ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعاً قَالَ : لَمَّا خَرَجَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ عِنْدِ إِبْرَاهِيمَ نَحْوَ قَرْيَةِ لُوطٍ وَأَتَوْهَا نِصْفَ النَّهَارِ ، فَلَمَّا بَلَغُوا نَهَرَ سَدُومٍ لَقَوُا ابْنَةَ لُوطٍ تَسْتَقِي مِنَ الْمَاءِ لِأَهْلِهَا - وَكَانَ لَهُ ابْنَتَانِ - فَقَالُوا لَهَا : يَا جَارِيَةُ ، هَلْ مِنْ مَنْزِلٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، مَكَانَكُمْ لَا تَدْخُلُوا حَتَّى آتِيَكُمْ فَأَتَتْ أَبَاهَا ، فَقَالَتْ : يَا أَبَتَاهُ أَدْرِكْ فِتْيَاناً عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ مَا رَأَيْتُ وُجُوهَ قَوْمٍ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهُمْ لَا يَأْخُذُهُمْ قَوْمُكَ فَيَفْضَحُوهُمْ ، وَقَدْ كَانَ قَوْمُهُ نَهَوْهُ أَنْ يُضِيفَ رَجُلاً حَتَّى قَالُوا : حَلَّ عَلَيْنَا فَلْيُضَيِّفِ الرِّجَالَ فَجَاءَهُمْ وَلَمْ يُعْلِمْ أَحَدًا إِلَّا بَيْتَ أَهْلِ لُوطٍ ، فَخَرَجَتِ امْرَأَتُهُ فَأَخْبَرَتْ قَوْمَهُ ، قَالَتْ : إِنَّ فِي بَيْتِ لُوطٍ رِجَالاً مَا رَأَيْتُ مِثْلَ وُجُوهِهِمْ قَطُّ ، فَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا أَتَوْهُ قَالَ لَهُمْ لُوطٌ : يَا قَوْمِ اتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رُشَيْدٌ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهُرُ لَكُمْ مِمَّا تُرِيدُونَ ، قَالُوا لَهُ : أَوَ لَمْ نَنْهَكَ إِنْ تُضَيِّفَ الرِّجَالَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ ، وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ، فَلَمَّا لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَهُ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ـ يَقُولُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : لَوْ أَنَّ لِي أَنْصَاراً يَنْصُرُونِي عَلَيْكُمْ أَوْ عَشِيرَةً تَمْنَعُنِي مِنْكُمْ لَحَالَتْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَا جِئْتُمْ تُرِيدُونَهُ مِنْ أَضْيَافِي ، وَلَمَّا قَالَ لُوطٌ : لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ بَسَطَ حِينَئِذٍ جِبْرِيلُ جَنَاحَيْهِ فَفَقَأَ أَعْيُنَهُمْ وَخَرَجُوا يَدُوسُ بَعْضُهُمْ فِي آثَارِ بَعْضٍ عُمْيَاناً ، يَقُولُونَ : النَّجَا النَّجَا ، فَإِنَّ فِي بَيْتِ لُوطٍ أَسْحَرَ قَوْمٍ فِي الْأَرْضِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ { القمر: 37} وَقَالُوا : يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ، فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطِعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتُكَ ـ فَاتَّبِعْ آثَارَ أَهْلِكَ ، يَقُولُ : وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ـ فَأَخْرَجَهُمُ اللَّهُ إِلَى الشَّامِ وَقَالَ لُوطٌ : أَهْلِكُوهُمُ السَّاعَةَ فَقَالُوا : إِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ إِلَّا بِالصُّبْحِ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ السَّحَرُ خَرَجَ لُوطٌ وَأَهْلُهُ عَدَا امْرَأَتِهِ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ {القمر: 34 ـ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وقال الذهبي في كتابه التلخيص : على شرط مسلم. اهـ
وأما تعذيب الله تعالى قوم لوط عن طريق جبريل على نبينا وعليه الصلاة والسلام حيث قَلَبَ مدائنهم بطرف جناحه ، حتى صار عاليها سافلها ، فلم نجده من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك بعد البحث والتنقيب فيما بين أيدينا من دواوين السنة النبوية المشهورة ، وإنما وجدناه من كلام بعض التابعين ، ولا نعلم إن كان مستندهم الإسرائيليات أو غيرها ، ومن ذلك ما ذكره ابن كثير في تفسيره عن مجاهد أنه قال : أَخَذَ جبريلُ قَوْمَ لُوطٍ مِنْ سَرْحهم وَدُورِهِمْ ، حَمَلَهُمْ بِمَوَاشِيهِمْ وَأَمْتِعَتِهِمْ ، وَرَفَعَهُمْ حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ نُباح كِلَابِهِمْ ثُمَّ أَكْفَأَهُمْ ، وَقَالَ وَكَانَ حَمَلَهُمْ عَلَى خَوَافِي جَنَاحِهِ الْأَيْمَنِ . اهـ
ولم يورد حديثاً يشهد لهذا ، وكذلك روى أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه العظمة بإسناده عَنْ قَتَادَةَ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ قَالَ : كَانَتْ مَدَائِنُ قَوْمِ لُوطٍ ثَلَاثَةَ آلَافِ أَلْفٍ بِالسَّهْلِ بِبَطْنِ الْغَوْرِ ، وَالرَّابِعَةُ عَلَى الظَّاهِرِ مِنَ الشَّرَاةِ ، فِيهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ أَلْفِ إِنْسَانٍ ، قَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : وَبَلَغَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَثِيراً مَا يَشْتَرِفُ عَلَى مَدَائِنِ قَوْمِ لُوطٍ بِسَدُومَ ، فَيَقُولُ : أَيُّ يَوْمٍ لَكِ ؟ قَالَ قَتَادَةُ : بُعِثَ جِبْرِيلُ فَانْتَسَفَهَا مِنْ أُصُولِهَا مِنَ الْعُرْوَةِ السُّفْلَى بِجَنَاحِهِ ، حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ أَصْوَاتَ الدُّيُوكِ ، وَضُغَاءَ الْكِلَابِ ، ثُمَّ أَهْوَى بِهَا إِلَى الْأَرْضِ ، وَصَارَ أَسْفَلُهَا أَعْلاهَا ، وَجَرْجَمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَأَتْبَعَ شُذَّاذَ الْقَوْمِ صَخْراً مَنْضُوداً . اهـ
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره : قَوْلُهُ : وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى {النجم: 53} يَقُولُ تَعَالَى : وَالْمَخْسُوفَ بِهَا ، الَمْقَلْوُبَ أَعْلَاهَا أَسْفَلَهَا ، وَهِيَ قَرْيَةُ سَدُومَ قَوْمُ لُوطٍ ، أَهْوَى اللَّهُ ، فَأَمَرَ جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَفَعَهَا مِنَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ بِجَنَاحِهِ ، ثُمَّ أَهْوَاهَا مَقْلُوبَةً ، وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ . اهـ
وبعد أن ذكر الشوكاني في تفسيره الأثر الآنف ذكره عن مجاهد قال : وَقَدْ ذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ رِوَايَاتٍ وَقَصَصاً فِي كَيْفِيَّةِ هَلَاكِ قَوْمِ لُوطٍ طَوِيلَةً مُتَخَالِفَةً ، وَلَيْسَ فِي ذِكْرِهَا فَائِدَةٌ ، لا سِيَّمَا وَبَيْنَ مَنْ قَالَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَبَيْنَ هَلاكِ قَوْمِ لُوطٍ دَهْرٌ طَوِيلٌ لا يَتَيَسَّرُ لَهُ فِي مِثْلِهِ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَغَالِبُ ذَلِكَ مَأْخُوذٌ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَحَالُهُمْ فِي الرِّوَايَةِ مَعْرُوفٌ ، وَقَدْ أُمِرْنَا بِأَنَّا لا نُصَدِّقُهُمْ وَلا نُكَذِّبُهُمْ . اهـ
وبالنسبة للمراد من قوله تعالى : وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ـ قال ابن جُزيٍّ في تفسيره التسهيل لعلوم التنزيل : وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ـ الضمير للحجارة والمراد بالظالمين : كفار قريش ، فهذا تهديد لهم ، أي ليس الرمي بالحجارة ببعيد منهم لأجل كفرهم ، وقيل : الضمير للمدائن ـ أي قرى قوم لوط ـ فالمعنى : ليست ببعيدة منهم ، أفلا يعتبرون بها ، كقوله : وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ {الفرقان: 40} وقيل : إن الظالمين على العموم . اهـ
وقال الشنقيطي في كتابه : أضواء البيان : قَوْلُهُ تَعَالَى : وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ـ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ ثَلاثَةُ أَوْجُهٍ مِنَ التَّفْسِيرِ لِلْعُلَمَاءِ : اثْنَانِ مِنْهَا كِلاهُمَا يَشْهَدُ لَهُ الْقُرْآنُ ، وَوَاحِدٌ يَظْهَرُ أَنَّهُ ضَعِيفٌ ... أَمَّا الْوَجْهَانِ اللَّذَانِ يَشْهَدُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قُرْآنٌ : فَالْأَوَّلُ مِنْهُمَا : أَنَّ دِيَارَ قَوْمِ لُوطٍ لَيْسَتْ بِبَعِيدَةٍ مِنَ الْكُفَّارِ الْمُكَذِّبِينَ لِنَبِيِّنَا ، فَكَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْتَبِرُوا بِمَا وَقَعَ لِأَهْلِهَا إِذَا مَرُّوا عَلَيْهَا فِي أَسْفَارِهِمْ إِلَى الشَّامِ ، وَيَخَافُوا أَنْ يُوقِعَ اللَّهُ بِهِمْ بِسَبَبِ تَكْذِيبِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَا وَقَعَ مِنَ الْعَذَابِ بِأُولَئِكَ بِسَبَبِ تَكْذِيبِهِمْ لُوطاً عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَالْآيَاتُ الدَّالَّةُ عَلَى هَذَا كَثِيرَةٌ جِدًّا كَقَوْلِهِ : وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ـ وَقَوْلِهِ : وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ـ وَقَوْلِهِ : وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ـ وَقَوْلِهِ : وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ـ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ فَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ : وَمَا هِيَ ـ رَاجِعٌ إِلَى دِيَارِ قَوْمِ لُوطٍ الْمَفْهُومَةِ مِنَ الْمَقَامِ
الْوَجْهُ الثَّانِي أَنَّ الْمَعْنَى : وَمَا تِلْكَ الْحِجَارَةُ الَّتِي أُمْطِرَتْ عَلَى قَوْمِ لُوطٍ بِبَعِيدٍ مِنَ الظَّالِمِينَ لِلْفَاعِلِينَ مِثْلَ فِعْلِهِمْ ، فَهُوَ تَهْدِيدٌ لِمُشْرِكِي الْعَرَبِ كَالَّذِي قَبْلَهُ ، وَمِنَ الآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ـ فَإِنَّ قَوْلَهُ : وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ـ ظَاهِرٌ جَدًّا فِي ذَلِكَ ، وَالآيَاتُ بِنَحْوِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ . اهـ
وعلى كلا المعنيين ، فلا يشترط ـ والعلم عند الله ـ اجتماع جميع الخصال التي كان يفعلها قوم لوط في تحقيق الوعيد ، فإن قريشاً ومشركي العرب مع تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم لم يجتمع فيهم تلك الخصال أجمعين ، ومع ذلك توعدهم الله بأن يصنع فيهم صنيعه في قوم لوط
وأما الزعم بأن نساء قوم لوط كُن يفعلن فاحشة السحاق ، فإنه يحتاج إلى دليل ناهض ، فإن القرآن أخبرنا بما كان يفعله رجال قوم لوط ولم يخبرنا بما كان يفعله نساؤهم ، وعلى كل حال قد شمل العذاب قوم لوط أجمعين ، رجالاً ونساءً ، ولو لم يفعل النساء ما فعله رجالهم ، فقد كان الجميع كافرين مكذبين للوط عليه السلام ، فاستحقوا العذاب ، ولا يظلم ربك أحداً ، قال تعالى : كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ {الشعراء:160}
ومما يستدل به على أن الكفر بتكذيب الرسول كافٍ في إيقاع العقوبة التي أصابت قوم لوطٍ ، ما تقدم ذكره من أن الله تعالى توعَّد قريشاً لما كذبوا نبينا عليه الصلاة والسلام بأن يصيبهم ما أصاب قوم لوط
والله أعلم
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى