مفاصل جسم الانسان

**المستشار** الثلاثاء 30 سبتمبر 2014, 9:02 am

بسم الله الرحمن الرحيم

روى الامام أحمد في صحيحه عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تعالى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجراً من طريق الناس أو شوكة أو عظماً عن طريق الناس وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر عدد تلك الستين والثلاثمائة سلامي فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح عن النار )

وروى الأئمة مسلم وأبو داود وأحمد وغيرهم عن بريدة رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( في الانسان ستون وثلاثمائة مفصل فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة )

وروى أبو داوود في سننه عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( في الانسان ثلاث مائة وستون مفصلاً فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة ، قالوا ومن يطيق ذلك يا نبي الله ؟ قال النخاعة في المسجد تدفنها والشيء تنحيه عن الطريق فإذا لم تجد فركعتا الضحى تجزئك )

السلامي : المفصل وهي إسم للواحد والجمع وقيل أنها في الأصل تعني عظام الأصابع وسائر الكف ثم استعملت للتعبير عن جميع عظام البدن ومفاصل تلك العظام

والمفاصل : هي مواضع التقاء العظام بعضها مع بعض وأغلب هذه المفاصل متحركة ولكن بعضها ثابت كمفاصل الجمجمة

والواضح من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن المقصود بالسلامي هي المفاصل التي يمكن للعظام أن تتحرك عبرها ، ومن معنى الحديث الشريف أن على المسلم أن يقدم الشكر لله تعالى على ما وهبه من هيكل عظمي منتصب مستقيم ميزه الله تعالى به عن جميع الخلائق ، وقد كونه من عدد هائل من الغضاريف والعظام وجعل بين كل عظمتين منها مفصلاً يتيح لهذا العدد الهائل من العظام حماية الأجزاء اللينة من جسم الانسان ودعمه وأعطاه قدراً من مرونة الحركة تسمح للانسان بالجلوس والنوم وغير ذلك من الحركات التي مكنه الله تعالى منها

والأمر المعجزة في هذا الحديث أن يذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم عدد مفاصل جسم الانسان بهذا التحديد الدقيق ( ثلاثمائة وستون مفصلاً ) في زمن لم يكن متوفراً فيه للانسان أدنى علم بالتشريح أو عدد عظام الهيكل العظمي وعدد المفاصل

كما أن عدداً كبيراً من أساتذة الطب في مطلع القرن الحادي والعشرين لا تعرف بالضبط عدد المفاصل في جسم الانسان كما أن عدداً من الدوائر العلمية تهرب بوضوح من تحديد عدد العظام والفواصل في الهيكل العظمي للانسان وتضعها في مجموعات كبيرة ، كما فعلت دائرة المعارف البريطانية التي جمعت عظام وفواصل هيكل الانسان في مجموعات ثلاث دون تحديد هي

1 - الهيكل المحوري ويشمل العمود الفقري ومعظم الجمجمة
2 - الهيكل الأحشائي ويشمل القفص الصدري والفك السفلي وبعض أجزاء الفك العلوي
3 - الهيكل الطرفي ويشمل عظام الحوض وأحزمة الأكتاف وعظام وغضاريف الأطراف

ولكن الدكتور حامد أحمد حامد ذكر في كتابه رحلة الايمان في جسم الانسان أن المجموع الكلي للمفاصل في جسم الانسان هو بالضبط ثلاثمائة وستون مفصلاً - كما قررها رسول الله صلى الله عليه وسلم - وفصلها كالآتي

أولاً : بالعمود الفقري 147 مفصلاً ، منها 25 مفصلاً بين الفقرات و 72 مفصلاً بين الفقرات والأضلاع و 50 مفصلاً بين الفقرات عن طريق اللقيمات الجانبية

ثانياً : بالصدر 24 مفصلاً ، منها مفصلين بين عظمتي القص والقفص الصدري و 18 مفصلاً بين القص والضلوع ومفصلين بين الترقوة ولوحي الكتف ومفصلين بين لوحي الكتف والصدر

ثالثاً : بالطرف العلوي 86 مفصلاً ، منها مفصلين بين عظام الكتف و 6 مفاصل بين عظام الكوعين و 8 مفاصل بين عظام الرسغين و 70 مفصلاً بين عظام اليدين

رابعاً : بالطرف السفلي 88 مفصلاً ، منها مفصلين للفخذين و 6 مفاصل بين عظام الركبتين و 6 مفاصل بين عظام الكاحلين و 74 مفصلاً بين عظام القدمين

خامساً : بالحوض 15 مفصلاً ، منها 4 مفاصل بين عظام الركبة و 4 مفاصل بين فقرات العصعص ومفصل واحد هو مفصل الارفاق العاني

المجموع 360 مفصلاً

وهذه هي المفاصل المتحركة التي تعطي الهيكل العظمي القدرة على الحركة بمرونة ، أما الفواصل الثابته كتلك الموجودة بين عظام الجمجمة فلا تدخل في عداد السلامي وهي المفاصل التي تتم عبرها الحركة وتعرف باسم المفاصل الزليلية لاحتوائها على سوائل تعين على انزلاق العظام دون ارتطام بعضها ببعض ويعرف باسم السائل الزليلي

ولولا هذه الفواصل التي وهبها الله سبحانه وتعالى للانسان لما تحرك الهيكل العظمي بصورته المرنة لذلك أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرورة شكر الله تعالى كل يوم تطلع فيه الشمس عليه بعدد هذه السلامي في جسده