الغسل يكون بعد النطق بالشهادتين
صفحة 1 من اصل 1
الغسل يكون بعد النطق بالشهادتين
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد : فقد أسلمت وحين أسلمت كان لدي عذر يمنعني من الاغتسال فتلفظت بالشهادتين ولما قدرت على الاغتسال اغتسلت ولم أعد النطق بالشهادتين حيث قست ما فعلت على من وجب عليه الغسل للصلاة ولم يستطع فصلى ثم استطاع أن يغتسل ففعل ولم يقض ما صلى قبل ذلك
فهل فعلي هذا صحيح وإن لم يكن كذلك فماذا علي الآن وجزاكم الله خيراً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فلا يشترط للدخول في الإسلام أن يغتسل من أراد ذلك ، بل من نطق بالشهادتين عالماً بمعناهما موقناً به فقد أسلم ، ويحكم له بأحكام المسلمين إلا أن يأتي بناقض ينقض إسلامه
ولكن اختلف العلماء في الغسل للإسلام هل هو واجب يأثم من تركه ، أم هو مستحب يثاب عليه ولا يأثم بتركه ؟
على قولين ، والراجح هو القول بالاستحباب ، دلت عليه أدلة كثيرة منها : ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له : إنك تقدم على قوم هم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى ، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم ... الحديث
فدل الحديث على أن الغسل للدخول في الإسلام ليس بواجب ، إذ لو كان واجباً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً أن يأمرهم به
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم : 11140 فهذا هو مأخذ القول بعدم وجوب الغسل للدخول في الإسلام
وننبه السائل إلى أن هذا الغسل لا يكون إلا بعد الدخول في الإسلام أي بعد النطق بالشهادتين لأنه عبادة تحتاج إلى نية ، والكافر ليس أهلاً لها ، فما فعله السائل صحيح ولا حاجة إلى القياس الذي قاسه
والله أعلم
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
رد: الغسل يكون بعد النطق بالشهادتين
الفتوى رفم 11140
هل يعتبر كافرا من لم يصل قط ركعتين بعد الغسل رغم أنه يؤمن بكل ما يقرره الإسلام منذ أن أصبح مسلماً ؟
إذا كان الشخص مسلماً غير أنه لم يكن يعرف أنه كان عليه أن يغتسل ثم يصلى ركعتين كشرط لدخول الإسلام وقد مر على ذلك زمن طويل
فهل هذا يعني أن أعماله إبان تلك الفترة لم تقبل عند الله رغم أن عدم اغتساله وعدم صلاته الركعتين كان عائداً إلى جهله وليس إلى تعنته ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فيكفي لدخول الإسلام النطق بالشهادتين واعتقادهما اعتقاداً جازماً خالياً من الشك ، وليس الغسل والركعتان بعده شرطاً لصحة الإسلام ، وإن كان العلماء اختلفوا في الوجوب أو الاستحباب ، والاستحباب هو الراجح ، وهو مذهب الحنفية والشافعية ورواية عن أحمد اختارها جماعة من الحنابلة
قال في الإنصاف : (وهو أولى) ويدل على ذلك أن العدد الكثير والجم الغفير أسلموا ، فلو أمر كل من أسلم بالغسل لنقل ... متواتراً أو ظاهراً ، وكذلك بعث معاذا إلى اليمن وقال : ادعهم إلى شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، ولو كان الغسل واجباً لأمرهم به لأنه أول واجبات الإسلام
ومما ينبغي معرفته أن الأيمان أصل له شعب متعددة ، وكل شعبة تسمى إيماناً ، فالصلاة من الإيمان والزكاة من الإيمان وكذلك الزكاة والحج والصوم والأعمال القلبية الباطنة كالحياء والتوكل ، وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادتين ، ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق ، وبينهما شعب متفاوتة تفاوتاً عظيماً ، منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ، ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى عن الطريق ويكون إليها أقرب ، فمن ترك السنن والمستحبات وبعض الواجبات ، وفعل المكروهات وبعض الكبائر لا يخرج بذلك عن أصل الأيمان ، ويكون عند ارتكاب الكبائر مؤمناً فاسقاً
والواجب على المسلم أن يرتقي بنفسه في مدارج الكمال ومنازل الصالحين حتى يكون إلى الله أقرب وإلى جنته أرغب
والله أعلم
المستشار- الـمديـر العــام
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2105
تاريخ التسجيل : 21/12/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى